قصص فيها عبر :: "المنتقبة " - بقلمي - :
هذه القصة تصيبنى بغصة في الحلق كلما تذكرتها فقد كنت " شخصيا " شاهداعلى أحد فصولها:
اشتغلت فى إحدى الهيئات الدينية التى تختص بالوعظ والفتوى قبل سفري . وكنتبحكم هذه الوظيفة تأتينى فتاوى بريدية أو تليفونية أو حتى شخصية بزيارة المستفتىبنفسه إلى المكتب .
ومنذ سنتين وثلاثة أشهر بالتمام والكمال دخلت مكتبي الشخصي إحدى الفتياتتستفتى فى فتوى شخصية ورجتني أن أهتم بها وبمصيبتها وأن أتفرغ لها حتى تحكى قصتها.
بدأت البنت المنتقبة التي لا يظهر من خلف نقابها حتى عينيها .وكان صوتهامزيجا من قلة الحيلة والوهن التام وكانها تنازع سكرات الموت .
قالت : نشأت فى أسرة ميسورة الحالبحمد الله تعالى متدينة لأب يعمل في الدعوة إلى الله تعالى . وأم أمية قروية بسيطةساذجة وحنون لا تعرف من الدنيا إلا إراحة زوجها وأولادها والتفنن فى تجهيز الطعاملهم . وكانت حياتنا أقرب إلى الانعزال عن العالم الخارجي وعدم الاختلاط بأحد إلافي أضيق الظروف .
ألحقنى أبي أنا وأخى بالدراسة في الأزهر الشريف حتى نتخرج على الأقل نعرفأمر ديننا إن لم تتح لنا فرصة التوظف منها .
تخطيت المراحل التعليمية المختلفة بفضل الله تعالى وأنا فى أوائل الناجحاتدائما . فى حين كان أخي أقل حظا مني لانشغاله بأصحابه وشبابه وكرة القدم التييعشقها والتي لا يفوت مباراة إلا ويشاهدها عربية أو أجنبية .
تقدمت تقدما ملحوظا فى دراستي الجامعية حتى أيقن الكل أنني أول معيدة ضمنتوظيفتها بين أقرانها وبعدها أستاذة كبيرة من أساتذة الجامعة في العلم الشرعي وعاملنىجميع المحيطين بي على هذا الأساس .
وكان أكثر الناس سرورا بهذا أبي الذي رأى في إحدى الواعظات الشهيرات التىيملأن الفضائيات فى حين أتميز كما يقول بالعلم الوسطي الأزهري العريق والأصيلوالموغل في القدم .
فى أول السنة الرابعة والأخيرة من دراستي الجامعية اشترى لي أبي جهازكمبيوتر " لاب توب " حتى أستطيعأن أكتب عليه أبحاثي الجامعية وأستزيد فيه من العلم الشرعي وحتى لا يكون لي عذر إنتأخرت عن ترتيب الأول فى دفعتي .
وليسر حالنا فقد كنا نعيش كل منا فى غرفة منفصلة أنا وأخي ولم يكن يدخل علىفيهاا إلا نادرا فلكل منا عالمه الخاص المشغول به . وأتاحت لي هذه الخصوصية الغوصفى أعماق الانترنت والفييس بوك
ولنشأتي المتدينة ولنصائح زميلاتي المخلصات دخلت عالم الانترنت والفيس بوكبحذر وأدب وشيئا فشيئا تخصصت فى "البوستات " والمنشورات الدينية الهادفة. وطبعا دخلت باسم مستعار فيه معنى دينى جميل وعنونت حسابي بأنه خاص بالأخوات" عفوا لا أضيف الرجال " . سعدت وانشغلت فى موضوع المنشورات الدينيةوكنت أتلقى التعليقات عليها بصورة طبيعية وعادية ورد المجاملة بمثلها ممن يعلق .
حتى دخل عالمي فى الفيس بوك شاب وسيم كما ظهر هذا من صورته المتصدرة حسابهالشخصي بابتسامة جميلة . أخذ هذا الشاب يتتبع "بوستاتى "ومنشوراتي فىمختلف الصفحات والمواقع مطريا على أسلوبي ولغتي ومنشوراتي ومختاراتي . فى بادئالأمر لم أهتم له . فمثله مثل العشرات من المعلقين .
إلا أنه كما كانت تقول أمي " الزن على الودان أمر من السحر " فبدأتأهتم به وأتأمل تعليقاته وتواصل الأمر معي حتى جاوبته بحذر أول الأمر ثم بعدم حذرفى التعليق بعد ذلك . وأصبحت أنتظر تعليقاته وأشتاق إليها بل لا أخفي عليك أني كنتأنشر خصيصا له حتى أسمع له تعليقا أو أقرأ له حرفا . فقد انتابني مشاعر ذكية جميلةوردية وخفقان قلبي كنت أول مرة أجربه .
كنت لا أقبل إضافة الرجال ولا أرفض إضافة النساء لصداقاتي مهما كثرن . ومنبين الصداقات الكثيرة لإحدى الحسابات الأنثوية فوجئت بصاحبة الحساب تقول على الخاصأنها : ليست أنثى بل هى " فلان " وقد فعل هذا حتى يحظى بالقرب منىوالمحادثة الشخصية بدون عوائق لعلمه أني لا أضيف الرجال . توقفت مشدوهة يصارعني شعور بشيء منالغضب والفرح الشديد . ألح في الاعتذار وشدد عليه حتى أشفقت عليه ووافقت علىإبقائه . وشيئا فشيئا بدأت المحادثات الشخصية بيننا تزيد وتعرفنا على بعضنا وحكينالبعضنا كل أحوالنا وظروفنا فأخبرني أنه خريج إحدى الكليات النظرية وينتظر التعيينفي وظيفة حكومية وحالة أسرته أقل من المتوسط
شيئا فشيئا تعودت على محادثاته وتهريجه المحبب لنفسي ولمسه شغاف قلبي ببعضالعبارات العاطفية التى كانت تدغدغ مشاعري وتعيشني في أجمل الأوقات .
تغيرت حياتي فصرت أستمع وحدي للأغاني العاطفية وأتلذذ بها وصرت أكثر مرحاوضحكا بعد الجدية ,اميل إلى النكات والقفشات والبشر والسرور بوجه عام .
لم يغب عني منذ أن تحادثنا على الخاص لمدة شهر كامل ولا يوم . حتى غاب يوماواحدا ، مجرد يوم ، لا أعرف كيف أصف لكهذا اليوم . هل هو يوم عادي طلعت شمسه وغربت وعاش الناس فيه أم أن الحياة قد توقفتوالساعة قد تيبست أم أن القيامة قد قامت . لم أذق طعم الطعام ولا الماء ولاحتى الهواء الذي أحسسته لفيح نار .
ومر يوم علي هو أطول أيام عمري وأقسى أيام حياتي . وفى صباح اليوم التالي.
دخل "الفيس بوك" بكيتكثيرا لما رأيت الإشارة التى تنبئ عن دخوله تمنيت أن أراه وأن أحتضنه ولا أسمح له بالغياب عني ولا لحظة .
بدأ كلامه معي رزينا وهادئا على غير العادة ليعلن أنه آثر البعاد!!!!!!!!!! لماذا ؟ لأنه أحبني ويغالب شعورا غريبا بمعرفتي شكلي وأوصافي وملامحيوأن هذا ما دفعه إلى الغياب عنى أمس وأنه يخاف أن أكون رجلا أو امراة كبيرة فىالسن . يالله رجل !!!!!!!!!!!! أنا رجل !!!!!! بعد كل هذا .
وبحركة لا إرادية أرسلت له صورتي المنتقبة والمختفية والتي لا يظهر منهاإلا عيني . أجاب على الفور وبسرعة غريبة بعبارات الثناء والإعجاب بعيني وأنه أيضاما زال عنده ذرة شك عن صاحبة هذه العين كيف شكلها ووجهها . لم أملك نفسي إلا وقدشبكت له صورة لوجهى المحجب . أيضا بسرعة غريبة لم أتبين تلك السرعة إلا الآن . دبجقصائد شعري فى صفاء وجهى ونضارته وجماله غير الطبيعي حتى جعلنى أشك أني شبكت لهصورة غير صورتي ، فأنا وجهي طبيعى وجمال ليس أخاذا ولا جاذبة بل بنت عادية جدا،ولم أشعر بكل هذا وأنا في قمة نشوتي وفرحي بعودته وفرحي بقربه مني ووجوده معي .
صارحني بحبه بل وعشقه وطلب مني الزواج فوافقت على الفور فقال :عاهديني ألاتكوني لغيري فعاهدته . وقال عاهديني ألا يراك غريب . قلت لا يراني قبل العهد ولابعد العهد رجل غير محرم أبدا .
ثم أخذ يتسلل إلى حياتي ويشترك معي فى تفاصيل عيشتي وأنا أشركه وأسمع لهصاغرة مطيعة . ألم نتعاهد على الزواج !!!!!!!!!!!!
ولم يكن يقطع جلساتنا الطويلة إلا الطعام ودخول أمي بأكواب الشاي ودعائها لي بالتوفيق والنجاح وأنترفع رأسنا ورأس عائلتنا الصغيرة وكذلكدخول أبي بعد ليلة بعد عودته من دروسه في المسجد يبتسم ابتسامة ودودة وحانية ودعاءمن قلبه أن يوفقني الله لما فيه الخير وأن يحقق في أمله . وهكذا استمرت شهوردراستى فى السنة الرابعة بين الدراسة وبين النت وأجلت مذاكرتي لآخر العام لثقتي فىنفسي وقدراتي على الحصول على الدرجة الأعلى وما يقض مضاجع الأزهرية إلا القرآنواللغات وأنا بفضل الله ممتازة فيهما .
طالت العشرة وزادت الألفة وزالت الكلفة حتى طلب منى أن يراني بالصورةوالفيديو وأن أعيش عيشة طبيعية كأنني وحدي معه . ألم نتعاهد على الزواج !!!!!!!!
بدأت جلساتنا أنا وهذا الشاب كلها بالفيديو والياهو أراه ويراني ولا أتكلف فى لبس محتشما أو غير محتشم .
وساعدني على هذا كما قلت لك وجوديوحدي فى غرفتي وإغلاقي على نفسي دوما بحجة التركيز في المذاكرة .
حتى فجأني مرة بأني يريد أن يخبرني بحلم رآه لكنه متحرج . قلت كيف تتحرجمني وأنا إن شاء زوجتك . فقال رأيتك فى منامي أنا وأنت زوج وزوجة على السرير وكانتأسعد ليلة في حياتي .
تملكني شعور غريب وهتفت وأنا والله رأيت هذا وما منعني إلا الحياء أن أحكيهلك .
فضحك ضحكة مجلجلة جميلة .
وبعد حكايته هذا الحلم أخذ طلباته تزداد ولبسي يخف أمامه شيئا فشيئا لأقصىما تتوقعه وزادت العلاقة حتى أصبح لا يفصلها إلا اللقاء الجسدي فقط .
حتى كان يوم بادرني فيه برغبته في رؤياي وجها لوجه والجلوس معي فى مكان خاصوحدنا حتى يصير الحلم حقيقة والخيال واقعا ، لم أعرف السبب الذي جعلني أنكر هذهالمقابلة وأتمنع وأطلب منه أن يطرق البيت من بابه ولا يحمل هما لرفض أبي فهو لايرفض لي طلبا ولو أصررت عليك ما رفضك أبدا . صدقني- هكذا قلت - .
ألح في طلبه اللقاء الخاص بيننا وألححت أيضا في رفضي لسبب مجهول لا أعلمهمن نفسي حتى الآن .
ظننت أنه أعطى " المايك " لشخص آخر لأن الصوت فى نفس اللحظة تغيروالنبرة تحولت وتبدلت فجأة حتى إنى أخذت فليس هذا صوت حبيبي الذى أعرفه ولا صوتتوأمي وزوجي فى المستقبل !!!!!!!
لحظات ووجت كلاما منسوخا فى المحادثة الخاصة كنت قد كتبته في لحظات النشوةيعيد نسخه وعرضه علي ... استغربت وداخلني خوف غريب وعجيب وقلق من مجهول لا أدري لهمصدرا .
لحظات وشبك لي أنا !!!!!!!!!!!!!!! صورا مثبتة وأنا في أحرج حالاتي الشخصيةمعه حينما كنت أحادثه وأتبعها بلقطة فيديو لي أيضا . كادت عيناي تخرج من محجريهماوأنا أرى نفسي بين مصدقة ومكذبة ومتحيرة وأصابتنى مشاعر هي خليط من البلاهةوالغباء والرعب والاستنكار والتقزز .وأشياء لا أعرف لها مسميات .......................
كيف تغير حبيبي ؟ كيف تبدل روحي ؟؟ كيف خدعت في توأمي ؟ كيف يفعل هذابزوجته !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يا الله كيف لم أتذكر أو لم أفطن أو لم أتوقع أن هناك برامج تسجل الكتابةوالصوت والفيديو . كيف غفلت عن هذا .كيف كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وصمت ولم اكتب ولم أتكلم . لحظات وجاء صوته قائلا : إنها مجرد ذكريات لأحلىلحظات عمرنا فلا تخافي .
وضغط على حروفه وهو يطلب مني بإصرار ضرورة مقابلته ولم أرد ولم أعرف كيفأجيب
ولما رأى صمتي قال أنت حرة الصورة موجودة والفيديوهات محملة والانترنتمفتوح والمواقع الاجتماعية بالآلاف . ولن أفصل أكثر من هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
أيضا لا أعرف من أين جاءني هذا الثبات في الرد عليه حين استفقت إلى نفسي وطلبت منه الانتظار فالعمر طويلوما زال المستقبل أمامنا وخصوصا ونحن داخلون على أسبوع اختبارات ألا يأمل أن تكونزوجة المستقبل دكتورة في الجامعة وداعية فى التلفزيون !!!!!!!!!!!!......واستأذنهلمرافقة أمى للطبيب .
ولما أغلق الخط . أنزلت عيني دموعا كأنها نهر جار لا يجف أو كأنه نبع ماءلا ينضب وأصابتنى ضربة في صدرى ووخزة في قلبي وكأنه خنجر شق طريقه بسهولة بينجوانحي .
ياويلي ماذا فعلت بنفسي ؟أى حضيض نزلت إليه وأي درك ومستنقع تلطخت فيه؟؟؟؟؟؟؟؟
أأنا معيدة الغد ودكتورة المستقبل وداعية العصر التي لا يشق لها غبار . ياالله يا الله يا الله . رحماك يارب ....لطفك يارب .......حنانيك يارب ......
ولم أستفق إلا وأمي تسقيني شربة ماء وهى منكفئة علي تبكي وعرفت أنهم كسرواباب الغرفة فوجدوني مغمى علي فى أسوأ حال ، تبدل حالي وتغير شكلي وهرمت فجأةوكأنني نمت فى آلة زمن واستيقظت أكبر بخمسين سنة وأحسست فجأة بوهن عظمي وقلة حيلتي .
صعق من حولي بتبدلي المفاجئ من النقيض إلى النقيض وحلم الابنة المعيدةينهار فجأة أمام أعينهم وأتغيب عن دخول اختبار السنة الأخيرة لي فى الجامعة ،واختلف المفتون ما بين الافتاء أني مسحورة واكتفت أمي بالبخور وتوقع الحاسدةالكائدة التي زارتنا وأطلقت عينيها في
ومكثت في المستشفي مدة طويلة لا أرد على اتصالات وازدادت حاتي سوءا وألماواعتصرني ندم لا أقدر على وصفه أو شرحه. وراقبت أبي الحبيب وعيناه قد اغرورقتا بالدموع لذوبان حلمه وضياعأمله في وهو متيقن أنه ابتلاء من الله ليختبر قوة صبره وإيمانه ولكنه كان يتمتم ماأقساه من اختبار .
كنت أرد على اتصالاته بعد مرة وأقسم له أنى متوعكة صحيا وفي المستشفي وقدلمس صدقي فى كلامي . وقال أنا منتظر زيارتك ورؤياك بعد الشفاء .
زاد الألم وأصبحت زبونة دائمة لجلسات العلاج بالقرآن والاستشفاء بالأعشابالطبيعية ومداومة زيارة الطبيب النفسي .
والآلآلآلآلآن .أنا هنا معك يا شيخي لما أن تماسكت قليلا قلت في نفسي ألجألرجل دين لعله يساعدني وما جرؤت أن أحكي لأحد مصابي بل مصيبتي .
كان قلبي يرتجف مع حروفها المتعثرة وكلماتها المتلاحقة وصوتها المتهدجالضعيف . فقلت لها اطمني بالا وثقي فى الله وعدله ورحمته .ووعدتها بالاتصال به فيأقرب وقت ومحاولة حل المشكلة بعون الله تعالى .
وأخذت منها رقم تليفون هذا الشاب وحادثته وعرفته بنفسي . فلما أن بدأت معحكى القصة . صمت طويلا وتحدثت معه قرابة النصف ساعة وهو لا ينبس ببنت شفة . ذكرتهبالله تعالى وأنه لا يغفل ولا ينام ،لا تأخذه سنة ولا نوم ، وأنه يعلم السر وأخفىوأنه يمهل ولا يهمل . وأن المرء يعمل ما يشاء فكما تدين تدان وكما تعمل تجزىوبالكيل لذي تكيل به يكال لك . وأنه لا بد أن له أما أو أختا وسيكون له ابنة فهليرضى على ابنته هذا الموقف . ثم إن البنت طيبة ووثقت فيك وأسلمتك أسرارها وكشفتأستارها وهتكت نفسها أمامك فبالله لا تخذلها ولا تحطمها وليكن أباها الشيخ العالمشافعا له عندك .
كل هذا وهو صامت لا يرد ، فصعدت فى لهجتي وانتقلت من الترغيب إلى الترهيبوهددته بصلاتي برجال أمن يستطيعوا أن يأتوا به من أي مكان في البلد أو خارجه ، ثمإنى عرفت اسمك وعنوانك ولن يرضى الكبار في عائلتك بموقف كهذا
سكت ولم يرد وتمتم بكلام فهمت منه أنه سيرد علي قريبا . وانتظرت أسبوعاكاملا .
وبعد الأسبوع جاءني صوتها هي محملا ببعض القوة . قائلة لقد جد جديد .
قلت ما هو ؟ قالت عزمت أن أواجه الشاب بنفسي واتخذت خطوة تلبية رغبتهوطلبته في لقاءه وجها لوجه ربما فضول منى أن أرى هذا الإنسان الذي قلب حياتي رأسا على عقب أو ربما ثقة في نفسي وفيأن الله لن يخذلني . المهم لبيت طلبته وقابلته ورأيته لأول مرة .
كم أنت خداعة أيتها الصور ........ كم أنت خداعة أيتها الكلمات .......كمأنت ممثلة أيتها العيون
إنه ليس إنسان إنه شيطان كأني أرى قرون الشيطان على رأسه وفي جوانب وجهه .تحولت النظرة الحانية إلى رغبة جنونية شيطانية تكاد تلتهم جسدي النحيف وتحول صوتهالرقيق إلى فحيح أفعى وتحول العسل الذي كان يخرج من لسانه إلى سم زعاف .
كل هذا جال بخاطري لحظة أن رأيته وأيضا متماسكة واثقة لا أدري لماذا ولاكيف فعلت ذلك .
ثم عرج بي على غرفة حقيرة في مكان متواضع جدا تملأه القاذورات ,وأصناف من الناس ينطق الشر من أعينهم .
لماذا ذهبت ؟؟
هل رغبت في قتله ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل طمعت في شرفه ؟ هل وثقت في نفسي لهذا الحد ؟؟لما ذا فعلت ذلك ؟هل سأستحلفه بحبنا ؟؟ هل سأذكره بالله وبما أحفظ من القرآن.؟؟؟؟!!!!!!!!
المهم أن هذا هو ما حدث .
دخلت معه إلى غرفة صغيرة ولهول ما رأيت .
إنه لم يكن وحده ياسيدي فقد كان ينوى إجراء حفلة ووليمة لأصدقائه .....لحظة فقط رأيت تلك الوجوه الشرهة الشرسة الشيطانية . دارت بي الأرض ومادت ولفالكون ولم أستفق إلا على وجه أبي .............. يبكي ويبلل وجهي بدمعه........أين أنا لا أدري أجلت النظر حولي فرأيت أمي وأخي ومجموعة أطباء وعلمت أن مجهولا نقلني إلى مستشفى وأنا بين الحياة والموت .
إنها رحمة الله بي وإسبال ستره علي . لقد صدمت ووقعت على الأرض ودخلت فيغيبوبة ظنها الأوغاد أنها القاضية وساعدهم على ذلك ذبول جسمي ونحافته وجحوظ عينيوتمكن المرض منه . ففروا هاربين من الجثة الهامدة التي لن يجنوا من ورائها إلا المشاكلفي صيد لا يستحق المعاناة .
ولا بد أنه نقلني لأقرب مستشفى أو اتصل بالإسعاف أو أيا ما حدث المهم أننىهنا بين أهلي سليمة معافاة لم يقربني أحد وما زلت عذراء والحمد لله .
في مساء نفس اليوم ، اتصل بي الشاب وقال اطمئنى ولا تخافي فلن يمسك منىمكروه وقد حذفت كل ما يخصك حذفا نهائيا ولا تحاولي الاتصال بي مرة أخري ولا تدعيهذا الشيخ يتصل بي ثانية ولا يقربني من قريب أو بعيد.........
ما ذا حدث ؟ الله أعلم . هل استيقظ ضميره ؟؟؟؟؟ هل أنب نفسه ؟؟؟؟ هل أثرفيه كلامك ؟؟
هل شفع لي صلاح أبي عند ربي ؟؟؟؟ هل استجاب الله دعاءه بكشف الكرب وزوالالهم ؟؟
المهم أن هناك حالة من الطمأنينة والراحة دخلت قلبي الآن . وحملا قد انزاحعن صدري وأنا متيقنة أنه صادق أو نادم أو ........ لا أدري المهم أنى الآن بخيروأدعو الله ان يتم ستره على وعلى بنات المسلمين .
لكن قبل إغلاق الخط معك أرجوك يا شيخ :
*نبه الآباء أن يراقبوا بناتهم فهم أمانة بين أيديهم " وكلكم مسئول عنرعيته " وألا ينشغل بدوام المراقبة حتى بوعظ الناس وإرشادهم .
* نبه الشباب أن يراقبوا إخوتهم من بعيد وعلى فترات فالشاب يعرف أكثر منالأب وذهنه حاضر وعقله واع لما يدور حوله
* نبه البنات ألا يضعن صورهن على الانترنت فربما تستخدم استخداما لا يليقوأنه تعرف برامج الصور والتركيب وربما يراها الملايين فلا يدركوا أنه صورة مركبةأو تم اللعب فيها إلا بعد فوات الأوان .
* نبه البنات ألا يفتحوا أبواب الشيطان فربنا يقول : ولا تقربوا الزنا" يعنى لا تقتربوا منه . والكلمة تولد الألفة وتزيل الفوارق وربما يتسللشيطان بين كلمات معسولة.
* نبه البنات ألا تثق بأحد إذا طلب أن يرى ما لا يراه الناس . فمهما حلفت بأغلظ الأيمان لن يقول إنها السابقة الأولىلها أبدا أبدا أبدا ومن يضمن له .
* نبه البنات أنه لا يتزوج أحد إلا بمن وثق في أخلاقها ودينها وأنها منتستحق أن تحمل اسمه وتكون أما لأولاده .
* نبه البنات أنه لا زواج عن طريق النت أو الفيس بوك وألا تجعل تأخرها فىسن الزواج سبيلا لتقديم تنازلات ربما تجرإلى فضائح وكوارث لا يعلمها إلا الله .
* وأخيرا أدعوا الله لبنات المسلمين بالستر وأن يحفظهم من شياطين الإنسوالجن .
تحياتي لك . وشكر الله لك . وجزاك الله عني خيرا .