أهمية اليود في الجسم و مصادره الغذائية
من خلال سلسلة من المقالات سنتحدث عن اليود و أدواره و كيفية الحصول عليه و عن التفريق في ما يتم تداوله بين معلومات صحيحة أو من أضاليل بهذا الخصوص
من المعروف أن عنصر اليود أساسي لتشكيل هرمونات الغدة الدرقية و بالتالي عملها بصورة سليمة , لكن أيضا ً له أدوار كثيرة له في الجسم
يشارك اليود بشكل مباشر في تطور الهيكل العظمي و الدماغ و غيره من الأجزاء الهامة من الجسم , و اليود موجود بكميات كبيرة في عدة أجزاء من الجسم , بما فيها الدماغ و الأجزاء الهدبية من العين , و قد يسبب نقص اليود الزرق Glaucoma في العين كما يمكن أن يكون عاملا ً في الإصابة بمرض باركنسون Parkinson's Disease
و اليود يحث الخلايا السرطانية على الموت المبرمج Apoptosis , بمعنى يحثها على الانتحار الذاتي
و هناك عدة أعضاء تحتاج اليود لتؤدي وظيفتها , لكنها لا تستطيع الحصول على اليود ما لم يصل إلى مستويات عالية بما يكفي
و الغدة الوحيدة في الجسم التي تمتص اليود هي الغدة الدرقية , و يتم جمع اليود في الغدة الدرقية مع حمض أميني يسمى التايروزين L-Tyrosine ثم تحويله إلى ثلاثة أنواع من الهرمونات : تريإيودوثيرونين triiodothyronine (T3)، تيتراإيودوثيرونين(T4) tetraiodothyronine , و ديوإيودوثيرونين diiodothyronine (T2)
و عندما لا يرتبط اليود بأغشية الخلايا في الغدة الدرقية , يمكن لمادة بيروكسيداز peroxidase أن تؤذي غشاء الخلية مسببة ً أمراض المناعة الذاتية في الغدة مثل فرط نشاط الغدة الدرقية ( غرافز Graves’ Disease ) و قصور الغدة الدرقية من نمط داء هاشيموتو Hashimoto's Disease
و هناك طرق طبية علاجية يستخدم فيها اليود لعلاج حالات ارتفاع اللايبوبروتين Lipoprotein الخطير الذي قد يسبب تراكم طبقة اللويحة في بطانة الشرايين التي تعيق تدفق الدورة الدموية
للحصول على اليود يجب بشكل رئيسي تناول الأسماك أو ثمار البحر أو الطحالب البحرية عدة مرات في الأسبوع , و منتجات الدواجن و المواشي العضوية المرباة بالطريقة الطبيعية على الأعشاب , علما ً أن بعض الأغذية النباتية يمكن أن تحتوي على اليود لكن بشرط أن تكون عضوية و أن تنمو في تربة غنية باليود و هذا متعذر غالبا ً
و إن امتصاص اليود من الملح الصناعي المعالج و المضاف إليه اليود ضعيف و ليس خيارا ً صحيا ً , كما أن الملح الصناعي المعالج يترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية , و الملح البحري أفضل فهو يحتوي طبيعيا ً على اليود إلى جانب معادن أخرى , كما أن الإكثار من اليود ( خصوصا ً خارج الطعام أو من خلال مكملات غذائية ) يمكن أن يؤذي وظيفة الغدة الدرقية , إذا ً يجب أخذه من الأغذية المذكورة و تجنب أخذه ضمن مكملات غذائية
و يجب الحصول على مقدار 150- 250 ميكروغرام من اليود من الوارد الغذائي يوميا ً للشخص البالغ , و إن الجرعات الكبيرة من اليود لا تساعد الغدة الدرقية بل تدمرها , خصوصا ً في حالات قصور الغدة الدرقية لأسباب مناعية ذاتية ( داء هاشيموتو Hashimoto's Disease ) بل حتى يمكن أن يسبب أخذ اليود تلك الحالة
و من الهام أن نفرز ما يكفي من الحمض في المعدة لامتصاص اليود , حاله كحال عموم المعادن ,تركيب شاور بوكس و بالمقابل أيضا ً وجود اليود هام لتشكيل الحمض و إفرازه في المعدة , و إن نقص اليود يسبب الكثير من حالات نقص إفراز الحمض في المعدة خصوصا ً مع التقدم في السن و لدى السيدات الشابات أيضا ً